الإجهاد المزمن يؤدي إلى إفراز خلايا مناعية تُعرف بالعدلات من نخاع عظام الجمجمة، حيث تتراكم هذه الخلايا في الأغشية الدماغية وتلعب دوراً في ظهور أعراض الاكتئاب والقلق.
وخلال تجربة أُجريت على فئران تعرضت لضغط اجتماعي، تبيّن أن مستويات هذه الخلايا ارتفعت بشكل ملحوظ وظلت مرتفعة حتى بعد انتهاء فترة الإجهاد، كما تبين أن العدلات الموجودة في الدماغ تختلف عن تلك التي تنتشر في مجرى الدم، إذ تؤثر بشكل مباشر على المزاج.
وترتبط هذه الآلية بتنشيط نظام إشارات “إنترفيرون النوع الأول” داخل العدلات، والذي يعمل كإشارة إنذار للجهاز المناعي. وعندما تم حجب هذا المسار، انخفضت الأعراض المشابهة للاكتئاب. وتتشابه هذه الاستجابة مع الآثار الجانبية المعروفة لدى مرضى التهاب الكبد الوبائي من النوع “سي” الذين يتلقون علاج الإنترفيرون، حيث يعاني كثير منهم من أعراض اكتئابية.
وتوضح النتائج أهمية التفاعل بين الجهاز المناعي والجهاز العصبي، كما تفتح الباب أمام تطوير علاجات جديدة لاضطرابات المزاج من خلال استهداف الخلايا المناعية في نخاع العظام، بدلاً من التركيز فقط على كيمياء الدماغ. ومن المعروف أن مضادات الاكتئاب لا تساعد ما يقرب من ثلث المرضى، لذا فإن فهم دور الجهاز المناعي قد يوفر وسائل أكثر فعالية للتخفيف من أعراض الاكتئاب.
المصدر: Iraq Zone | عراق زون