في شهر رمضان تظهر تحديات متعددة متعلقة بمرضى هشاشة العظام، منها مكونات المائدة عند الإفطار، فمن الممكن أن تحرمهم بعض الممارسات الغذائية الخاطئة من الحصول على حاجتهم من الكالسيوم والعناصر الأخرى المساندة للنسيج العظمي، فكيف يصوم مريض هشاشة العظام؟ وهل من الضروري الالتزام بحمية غذائية معينة؟ وما تأثير الصيام عليهم؟
يؤكد الدكتور إياد بن طريف رئيس اختصاص جراحة العظام في مستشفيات البشير الأردنية واستشاري جراحة العظام والمفاصل والإصابات الرياضية أن مرض هشاشة العظام -الشائع لدى كبار السن، خاصة السيدات- لا يمنع الصيام في شهر رمضان إلا في حالات نادرة.
وأضاف إياد بن طريف -في تصريحات للجزيرة نت- أن مرضى الهشاشة مطالبون في رمضان بالالتزام بتناول الأدوية والعقاقير الموصوفة لهم، واتباع النصائح الغذائية حول نوعية الغذاء الموصى به، وتجنب بعض الممارسات الخاطئة.
ولتجنب أية آثار سلبية على مرضى الهشاشة، ينصح الدكتور إياد بالحرص على تناول الأدوية الخاصة بالهشاشة وفيتامين (د) وجرعات الكالسيوم في أوقاتها، عند فترات الإفطار بين المغرب والفجر، وتناول الأطعمة التي تحوي الكالسيوم والفوسفور وفيتامين (د) مثل مشتقات الحليب والأجبان والأسماك والخضراوات.
كما ينصح بمحاولة التعرض لأشعة الشمس فترة بسيطة، بالإضافة إلى ممارسة أي نشاط بدني رياضي ولو لمدة 20 دقيقة، حيث يفضل أن يكون بعد الإفطار لتجنب التعب أثناء الصيام.
يؤكد الدكتور إياد بن طريف أن الدراسات أظهرت أن للصيام فوائد كثيرة على العظام وعلى مرضى الهشاشة، وأهمها انخفاض البروتين الدهني منخفض الكثافة (الكوليسترول الضار)، الذي تعد زيادته عاملا خطرا يؤدي إلى خفض كثافة العظام وحصول الهشاشة والكسور.
ويوضح أن الصوم يخفض نسبة الكوليسترول الضار وتركيزه، وله دور مهم في تعزيز عملية الأيض وحرق الدهون، مما يساعد على فقدان الوزن، كذلك يعمل على تحفيز إفراز هرمون الغدة الجاردرقية المسمى “البارثورمون”، المسؤول عن إطلاق الكالسيوم من العظام إلى مجرى الدم، وعلى امتصاص الكالسيوم بالأمعاء، وبالتالي فإن الصوم يؤثر بشكل إيجابي على استقلاب وتجدد العظام.
ينصح ابن طريف مرضى هشاشة العظام باتباع نظام غذائي خلال شهر رمضان يساعد على التقليل من الهشاشة، ويدعم صحة العظام وقوتها، عن طريق الحرص على تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم وفيتامين (د)؛ مثل مشتقات الحليب والأجبان والبيض، وتناول الأغذية الغنية بعناصر الفوسفور والمغنيسيوم وفيتامين (سي) والبروتين من دون إفراط، لما لها من تأثير على امتصاص وترسب الكالسيوم بالعظام.
ويدعو إلى الابتعاد عن الإفراط في تناول الأغذية التي تحتوي على نسبة دهون أو نسبة سكر عالية التي تكثر في رمضان، وعدم الإفراط في تناول القهوة والمشروبات الغنية بالكافيين، والابتعاد عن المشروبات الغازية ذات التأثير السيء على صحة العظام، والابتعاد عن التدخين، ناهيك عن إضافة منتجات الصويا إلى قائمة الغذاء ما أمكن.
كقاعدة عامة، يوصى مرضى الهشاشة بعدم الصيام -وفق الدكتور إياد- “في حالات المرض الشديد الذي يخشى أن يزداد أو يتأخر الشفاء بسبب الصيام، أو أن يلحق بالمريض مشقة شديدة من الصوم، حتى وإن لم تحصل له زيادة في المرض أو تأخر في عملية الشفاء، لذلك لا يستحب للمريض الصوم المصحوب بالمشقة؛ لقول الرسول علية الصلاة والسلام: إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه”.
ويشدد على أن الإفطار واجب في حالات محددة نخاف فيها على المرضى، خاصة إذا كانت الهشاشة مصاحبة أو ناتجة عن سرطان عظمي، يحتاج أدوية ومسكنات بشكل وريدي ودوري.
وينبه الدكتور ابن طريف على أن عدم الالتزام بالعلاج لمرضى الهشاشة أثناء الصوم أو خارجه قد يؤدي إلى مضاعفات تصل إلى الكسور التي تحدث في العمود الفقري أو الورك تحديدا، والتي تزيد احتمالية الوفاة خلال العام الأول من الإصابة، بالإضافة إلى احتمالية حدوث مثل هذه الكسور حتى من دون سقوط أو إصابة، وتحدث خلال ممارسة أي نشاط عادي.
الكلمات الدلالية: