البحث
أوميغا-3… مكمّل غذائي يعزّز المزاج ويقوّي العضلات ويحمي الدماغ
  • نشر قبل ساعات مضت
  • نشر في منوعات
  • 5 مشاهدة

سلّط عدد من الخبراء الضوء على مكمّل غذائي مهم يمكن أن يُحدث فارقاً كبيراً في الصحة الجسدية والعقلية، إذ يُحسّن المزاج، ويقوّي العضلات، ويقلّل السلوك العدواني.

 

ويتمثّل هذا المكمل في أحماض أوميغا-3، وهي من الدهون “الصحية” التي تدخل في تكوين الأغشية الواقية لخلايا الجسم، ما يساعدها على التواصل بكفاءة ويحافظ على سلامتها الهيكلية.

 

ورغم أهميتها في خفض مستويات الكوليسترول وتعزيز صحة المفاصل والمناعة، فإن الجسم لا ينتج كميات كافية منها، مما يجعل الحصول عليها من الغذاء أو المكملات أمراً ضرورياً.

 

وأشارت دراسات حديثة إلى أن مكملات أوميغا-3 لا تقتصر فوائدها على تحسين الصحة العامة، بل تمتد لتشمل تأثيرات غير متوقعة، إذ أظهرت أبحاث أجراها علماء من جامعة بنسلفانيا أن الأشخاص الذين تناولوا هذه المكملات بانتظام انخفض لديهم السلوك العدواني بنسبة 28%، سواء كان العدوان تفاعلياً (كردّ فعل على استفزاز) أو استباقياً (مخططاً له مسبقاً).

 

ويرجّح الخبراء أن هذا التأثير يعود إلى قدرة أوميغا-3 على تقليل الالتهابات في الدماغ وتهدئة نشاط اللوزة الدماغية المسؤولة عن استجابات الخوف والقلق، إضافة إلى تحسين مستويات النواقل العصبية المرتبطة بالمزاج مثل السيروتونين والدوبامين.

 

 

وقال البروفيسور أدريان راين، أخصائي علم الأعصاب الجنائي وأحد معدّي الدراسة، إن أوميغا-3 ليس علاجاً سحرياً يقضي تماماً على العنف، لكنه يسهم بفاعلية في الحدّ منه، مؤكداً أهمية الاستفادة من هذه النتائج في تطوير استراتيجيات وقائية جديدة.

 

ولا تقتصر فوائد أوميغا-3 على الدماغ فقط، إذ تشير الأبحاث إلى أنها تقلّل الالتهابات والبروتينات السامة في الدماغ مثل “الأميلويد” و”التاو” التي تسبّب التشابكات العصبية المسببة لمرض ألزهايمر.

 

كما أكدت مراجعة علمية شاملة نُشرت في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية، شملت أكثر من 100 ألف مشارك ضمن 31 دراسة، أن استخدام مكملات أوميغا-3 يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بمرض ألزهايمر.

 

 

وفي عام 2023، تمكّن باحثون في جامعة إلينوي في شيكاغو من تطوير نوع من أوميغا-3 يُعرف باسم (LPC-DHA)، أثبت فعاليته في رفع مستويات DHA في شبكية العين، وتقليل مشكلات الرؤية المرتبطة بتطور مرض ألزهايمر.

 

 

كما بيّنت الأبحاث أن أحماض أوميغا-3 تلعب دوراً مهماً في الحفاظ على الكتلة العضلية، خاصة لدى كبار السن، إذ أظهرت دراسة أن تناول 2000 ملليغرام يومياً من أوميغا-3 لمدة ستة أشهر أدى إلى زيادة في كتلة العضلات وتحسين سرعة المشي لدى المشاركين المسنين.

 

 

ويُعتقد أن هذه الفوائد تعود إلى قدرة أوميغا-3 على تحفيز تخليق البروتين العضلي وتقليل تكسّر الأنسجة، إلى جانب خصائصها المضادة للالتهابات التي تسرّع عملية التعافي بعد ممارسة الرياضة، مما يساعد على بناء عضلات أقوى وأكثر مرونة.

 

 

وتوجد أحماض أوميغا-3 في مجموعة واسعة من الأطعمة، أبرزها الأسماك الدهنية مثل السلمون والماكريل، والمحار، وبذور الكتان، وبذور الشيا، والجوز، وفول الصويا. ومن أهم أنواعها حمض الدوكوساهيكسانويك (DHA) وحمض الإيكوسابنتاينويك (EPA).

 

 

وتوصي الهيئات الصحية بتناول ما بين 250 و500 ملليغرام من هذين الحمضين يومياً، فيما يُنصح الحوامل والمرضعات والمصابين بأمراض القلب بزيادة استهلاكهم منهما لدعم صحة الدماغ والقلب ونمو الجنين.