تعاني الأهوار التاريخية في جنوب العراق من الجفاف، في وقت تتلاشى فيه حضارة كاملة، ويشتكي المزارعون ومربو الحيوانات من قلة المياه.
وكان، محمد حميد نور، يمتلك في الماضي قطيعا من نحو مئة جاموس، لكن أهوار جنوب العراق جفت، ومعها تضاءلت أعداد حيواناته بشكل كبير.
من السماء، يبدو منظر الأهوار الوسطى في الجبايش مأساويا.
تبقى فقط مسطحات قليلة من المياه، تتصل فيما بينها بممرات مائية نمت من حولها نباتات القصب.
وفي المساحات التي تراجعت فيها المياه، ظهرت أرض جرداء أشبه بجلد غزته التجاعيد.
نسبة الملوحة في المياه ترتفع مع استفحال الجفاف في الأهوار
للسنة الرابعة على التوالي، يلقي الجفاف بظلاله الثقيلة على الأهوار ويقضي بطريقه على الجواميس التي يستخدم حليبها في إعداد قشطة “القيمر” المحببة لدى العراقيين.
تحت سماء زرقاء لا تبشر بهطول أمطار قريبا، يتأمل، محمد حميد نور، البالغ من العمر 23 عاما، المشهد الكارثي.
أمام قساوة الواقع، يقول “تبقى فقط رحمة الله”. فخلال بضعة أشهر فقط، فقد الشاب ثلاثة أرباع قطيعه من الجواميس، منها ما نفق، ومنها ما اضطر لبيعه.
ومع استفحال الجفاف في الأهوار، ترتفع نسبة الملوحة في المياه، وتنفق الحيوانات التي تشرب من منابع تكون فيها الملوحة عالية جدا.
ويضيف الرجل “هذا العام، إذا بقي الجفاف وإذا لم تساعدنا الدولة، لن نجد من جواميسنا المتبقية، واحدا”.
وقالت الأمم المتحدة خلال الأسبوع الحالي إن موجة الجفاف الحالية هي الأسوأ منذ 40 عاما والوضع “مقلق” على صعيد الأهوار والتي 70% منها من المياه.
الكلمات الدلالية: