أصبحت المشروبات الغازية المحلاة جزءًا أساسيًا من النظام الغذائي للكثيرين، لاسيما الأطفال، الذين يستهلكونها بشكل متكرر. وفي هذا السياق، حذر الدكتور ألكسندر مياسنيكوف من أن هذه المشروبات، التي تأتي في عبوات ملونة جذابة على رفوف المتاجر، تعدّ بإرواء العطش وتوفير المتعة، لكنها في الواقع تشكل تهديدًا حقيقيًا للصحة.
ويشير مياسنيكوف إلى أن تأثير المشروبات الغازية على الجسم لا يقتصر فقط على السمنة والسكري، بل يمتد ليشمل أضرارًا صحية أوسع، مثل التسبب في التهاب الأوعية الدموية والأعضاء الداخلية، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب وحتى السرطان. ورغم أن السكر يعد من المكونات الرئيسية التي تثير القلق، فإن العديد من المشروبات الغازية الحديثة تحتوي على بدائل السكر، التي تحذر منها الدراسات أيضًا، حيث تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن هذه البدائل قد تكون مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بالسرطان.
وتتجاوز أضرار المشروبات الغازية المحلاة مجرد وجود السكر أو بدائله، إذ تشير الدراسات إلى أن استهلاك هذه المشروبات يرتبط بتداعيات صحية طويلة الأمد، بغض النظر عن محتوى المشروب من السعرات الحرارية. ففي البلدان التي تشهد استهلاكًا مرتفعًا للمشروبات الغازية، مثل المكسيك، لوحظ ارتفاع ملحوظ في معدلات الإصابة بأمراض السكري والسرطان.
ويشير الدكتور مياسنيكوف إلى أن ما يثير القلق بشكل خاص هو الإدمان الذي تتسبب فيه هذه المشروبات، خاصة لدى الأطفال، الذين يطالبون عادةً بتناولها. وفي حال رفض الآباء طلباتهم، يواجهون ردود فعل عاطفية قوية تصل إلى حد الهستيريا. وعلى الرغم من محاولات العديد من الآباء لمكافحة هذه الظاهرة، فإن الخبراء يوضحون أن الحل الوحيد يكمن في الامتناع التام عن تناول المشروبات الغازية، إذ لا توجد طرق أخرى فعّالة لمكافحة هذا الإدمان.
وفي الختام، يوصي مياسنيكوف بمراجعة عاداتنا الغذائية، مشيرًا إلى أنه بدلاً من تناول كوب من المياه الغازية المحلاة، يمكن الاستمتاع بكوب من الشاي مع ملعقة من السكر، وهو خيار أكثر أمانًا وصحة، حيث أن “طعم السكر” لا يحتاج إلى إضافات كيميائية أو محليات صناعية.
المصدر: Iraq Zone | عراق زون