البحث
دراسة صادمة.. السمنة ليست العامل الرئيسي لخطر الأمراض والوفاة
  • تاريخ النشر: 09 ديسمبر 2024 | الساعة: 03:07 مساءً
  • نشر في صحة
  • 8 مشاهدة

كشفت دراسة حديثة أن الأفراد الذين يتمتعون بصحة جيدة في جميع فئات مؤشر كتلة الجسم يواجهون مخاطر مشابهة للإصابة بالوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية مقارنة بالآخرين. وأظهرت الدراسة، التي أجراها باحثون من جامعتي فيرجينيا وأريزونا في الولايات المتحدة، أن الأشخاص غير اللائقين بدنيًا في جميع فئات مؤشر كتلة الجسم معرضون لخطر الوفاة بسبب جميع الأسباب وأمراض القلب والأوعية الدموية بمعدل يتراوح بين الضعف إلى ثلاثة أضعاف مقارنة بالأفراد ذوي الوزن الطبيعي.

 

وفي المفاجأة الكبرى، أظهرت الدراسة أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة كانوا أقل عرضة للوفاة بشكل ملحوظ مقارنة بالأفراد ذوي الوزن الطبيعي الذين يعانون من قلة اللياقة البدنية.

 

اللياقة البدنية: العامل الأكثر تأثيراً

 

وقال سيدهارتا أنجادي، أستاذ علم وظائف الأعضاء في جامعة فيرجينيا وأحد الباحثين الرئيسيين في الدراسة، إن “اللياقة البدنية تعتبر أكثر أهمية من السمنة عندما يتعلق الأمر بتقليل مخاطر الوفاة”. وأضاف أن الدراسة توصلت إلى أن “الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة لديهم خطر وفاتهم مشابه لخطر الأفراد ذوي الوزن الطبيعي، وكان أقل بنحو نصف المخاطر لدى الأشخاص ذوي الوزن الطبيعي غير اللائقين”.

 

التمارين الرياضية: مفتاح الصحة العامة

 

وأكد أنجادي أن “التمارين الرياضية ليست مجرد وسيلة لحرق السعرات الحرارية، بل هي أداة فعالة لتحسين الصحة العامة. يمكن أن تساعد التمارين الرياضية بشكل كبير في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والوفاة لأي شخص، بغض النظر عن وزنه”.

 

تحديات فقدان الوزن ومخاطر “اليويو”

 

رغم أن السمنة ترتبط بعدد من المشاكل الصحية، يعتبر فقدان الوزن تقليديًا حلاً للحد من هذه المخاطر، إلا أن فقدان الوزن بشكل غير مستدام يمثل تحديًا، وأوضح غلين غايسر، أستاذ جامعة أريزونا ستيت، أن “العديد من الأشخاص الذين يفقدون الوزن يعانون من استعادته لاحقًا، ما يؤدي إلى مخاطر صحية مماثلة للسمنة بسبب ما يعرف بتأثير “اليويو”، حيث تتكرر دورات فقدان الوزن وزيادته”.

 

توصيات الخبراء: أهمية النشاط البدني

 

توفر الإرشادات الحالية لوزارة الصحة الأميركية توصيات واضحة حول النشاط البدني، حيث يُنصح البالغون بممارسة 150 دقيقة من النشاط البدني متوسط الشدة أسبوعيًا، أو 75 دقيقة من النشاط القوي، بالإضافة إلى تمارين تقوية العضلات مرتين في الأسبوع. ولمن يعانون من قلة اللياقة البدنية، فإن بدء أي نوع من التمارين الرياضية يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في تحسين صحتهم.

 

تأثير النشاط البدني المعتدل

 

أشار الباحث أنجادي إلى أن “أكبر انخفاض في مخاطر الوفاة وأمراض القلب والأوعية الدموية يحدث عندما يبدأ الأشخاص الذين يمارسون حياة مستقرة في زيادة نشاطهم البدني بشكل معتدل”، موضحًا أن “مجرد المشي السريع عدة مرات في الأسبوع لمدة تصل إلى 30 دقيقة يمكن أن يكون له تأثير صحي كبير”.

 

وأوصى الباحثون بضرورة إعادة تقييم الفوائد الصحية من خلال التركيز على اللياقة البدنية بدلاً من التركيز فقط على فقدان الوزن لدى الأفراد الذين يعانون من السمنة المفرطة.

مشاركة